الأسئلة المتعلقة بالرسل
من هم الأنبياء والرسل؟
هم بشر من بني آدم، أوحى الله إليهم بالنبوة وأمرهم بتبليغ الرسالة لأقوامهم، ودعوتهم إلى عبادة الله وحده، أولهم آدم – عليه السام – وآخرهم محمد – صلى الله عليه وسلم -، وعددهم كبير؛ لأن الله أرسلهم لجميع أمم الأرض الذين عاشوا عليها، حيث كان في كل مرحلة من مراحل التاريخ نبي يدعو قومه ويهديهم سبيل الرشاد.
لماذا أرسل الله الرسل؟
أرسل الله الرسل؛ رحمة بالناس وهداية لهم وليبلغوهم رسالة ربهم، فالرسول شخص يعرفه قومه حق المعرفة ويشهدون له بالخير قبل نزول الوحي عليه، وجعل الله الرسل قدوة مرئية أمام الناس، يعلمونهم بالخلق والسلوك ويشرحون لهم ما ينفعهم ويبعدونهم عما يضرهم، فكان بإرسال الرسل إقامة للحجة على الخلق، وجمع للناس على دين واحد وهو عبادة الله وحده، فالناس بحاجة إلى هداة يهدونهم الطريق الصحيح بلغتهم، لذلك؛ أنزل الله الكتب على هؤلاء الرسل بلسان قومهم حتى تصل الرسالة بشكل واضح وبيان سليم.
هل الأنبياء معصومون عن الخطأ؟
الأنبياء جزء من البشر، وفيهم المعاني الإنسانية، عصمهم الله فيما يتعلق بالرسالة، وحماهم من أن يقعوا فيما يقدح في سلوكهم أو أخلاقهم؛ كي يكونوا قدوة حسنة يقتنع الناس بأقوالهم وأعمالهم، ولئا يكون ذلك مدخا للقدح في تبليغهم للرسالة، لكنهم -مع كل ذلك- بشر يقع منهم الخطأ العادي الذي لا يضر بالرسالة، مثل: خطأ تقدير المكان الأنسب للزراعة، أو الحرب، أو التقدير في الحرص على الدعوة.
من هو محمد -صلى الله عليه وسلم-؟
هو آخر الأنبياء الذين بعثهم الله تعالى إلى عباده، واسمه: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، ولد في مكة يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل، توفي أبوه وهو في بطن أمه، وتوفيت أمه وعمره ست سنين، رعاه جده عبد المطلب وتوفي وعمر الرسول – صلى الله عليه وسلم – ثماني سنوات، ثم كفله عمه أبو طالب، كان يسمى بالصادق الأمين؛ لعظيم خُلُقه – صلى الله عليه وسلم -، بعث وعمره أربعون سنة، وقام يدعو قومه في مكة للإسام ثاث عشرة سنة، ثم لما اشتد أذاهم؛ هاجر إلى المدينة واستقر فيها لمدة عشر سنوات، آخى فيها بين الأنصار والمهاجرين، وأقام فيها شرع الله وحكمه، وتوفي في السنة الحادية عشرة من الهجرة بعد أن بلغ الرسالة وأدى الأمانة.
ما هو إثبات صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟
دلائل نبوة محمد – صلى الله عليه وسلم – كثيرة، أهمها القرآن الكريم، فهذا الكتاب المعجز ما زال يدهش الناس جيا بعد جيل بكنوزه ودرره التي تبهر العقول، كما أن من دلائل صدقه: سيرتَه وصفاته الخُلُقية التي وصفه بها أعداؤه قبل محبيه، فكان يلقب بالصادق الأمين، ومن دلائل صدقه: معجزاته المتواترة التي شاهدها من عاصره ورواها الناس جيا بعد جيل، ومن دلائل صدقه: هذه الشريعة المحكمة التي تزخر بكل كمال وجمال، ومن دلائل صدقه: البشارات التي زخرت بها الكتب السابقة، ومن الدلائل -أَيْضًا: هذا الانتشار المستمر للدين الإسامي في كل زمان ومكان، ومن دلائل صدقه: الإخبار عن الأمم الماضية والأمور المستقبلية.
كيف عُرِجَ بالرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى السماء في ليلة واحدة؟
قد أسري بالنبي – صلى الله عليه وسلم – على البراق حتى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماء بصحبة جبريل – عليه السام -، والله تعالى على كل شيء قدير، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وكما نشاهد اليوم: كيف أن الإنسان الضعيف استطاع بعقله صناعة طائرة تتجاوز سرعة الصوت، واخترع خاصية نقل الصورة بشكل ثلاثي الأبعاد، فتجعل الشخص في أكثر من مكان في وقت واحد؛ فالله أكبر وأجل وأعظم قدرة من خلقه.
لماذا كان محمدٌ آخرَ الأنبياء؟
إن أمر إرسال الرسل مرتبط بحكمة -وهي الهداية والإرشاد-، ولما كانت الكتب السابقة يعتريها النقص والتحريف بعد موت الرسل؛ اقتضت حكمة الله أن يرسل رسولا ومعه كتاب لا يعتريه هذا النقص، بل تكفل الله بحفظه إلى يوم القيامة، وبما أن معجزة القرآن -وهو كتاب واضح وحجة قائمة على الخلق أجمعين- باقية؛ كان من المنطقي أن يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – هو خاتم الأنبياء والرسل.
لماذا يجب أن نحب الرسول - صلى الله عليه وسلم؟
لأن حبه – صلى الله عليه وسلم – من أركان الإيمان، بل إن الإيمان بالله تعالى لا يكتمل إلا بهذا الحب، وقد اقترن حبه – صلى الله عليه وسلم – بحب الله تعالى، ولأن الله تبارك وتعالى قد اختاره من بين الناس لتأدية هذه الرسالة العظيمة، فالله قد اختار خير الناس نسبًا وخُلقًا وقولً وعماً؛ لأنه سبحانه أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة، وما دام أنه اصطفاه من بين كل الناس لهذه المهمة العظيمة؛ فمن واجبنا نحن أن نصطفيه بالمحبة من بين الناس جميعًا؛ لأنه هو من عرَّف الناس بربهم، وكان خيرَ رسول لأمته، وأرحم نبي برعيته، فليس بعد الله أحد أمنّ علينا منه – صلى الله عليه وسلم -، وقد تحمل – عليه السام – الأذى في سبيل دعوة الناس إلى الدين والخير، وكان يضيق صدره – صلى الله عليه وسلم – حين لا يؤمن به من يتوجه إليه بالدعوة؛ شفقة عليهم من دخول النار، قال تعالى: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا) (الكهف: 6)، فلذلك؛ كان -عليه الصاة والسام- أحق الناس بمحبتنا بعد الله.