الأسئلة المتعلقة بالكتب

ما هي الكتب السماوية؟

هي الكتب التي أنزلها الله على رسله عليهم الصاة والسام؛ ليقوموا بتبليغ الرسالة وتحكيم الشرائع، فهي هداية للخلق ورحمة بهم؛ ليسعدوا في الدنيا والآخرة، والذي بلَغَنا منها: أن الله أنزل على إبراهيم -عليه السام- الصحف، وعلى داود -عليه السام- الزبور، وعلى موسى -عليه السام- التوراة، وعلى عيسى -عليه السام- الإنجيل، وعلى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- القرآن.

لماذا نحتاج إلى القرآن؟ ولماذا كان القرآنُ المعجزةَ الخالدة؟

إذا كانت الآلة البسيطة والتي هي من صنع الإنسان تحتاج إلى كتيب إرشادي يعلمنا كيف نستخدمها الاستخدام الأمثل؛ فالإنسان – والذي هو من صنع الله – من باب أولى يحتاج إلى كتاب هداية وإرشاد يعلمه طريق النجاح والفاح والصاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (الملك: 14) ، وكون القرآن معجزة؛ لأن النبي محمد -عليه الصاة والسام- هو خاتم الأنبياء، وعليه فا بد أن تستمر معجزته وتكون خالدة؛ لأنه لا نبي بعده، فيجب أن تبقى الحجة على الخلق قائمة ويجب أن يستمر التحدي إلى قيام الساعة، ودلائل إعجاز القرآن كثيرة جدًّا، وأهمها: الإعجاز اللغوي والبياني، وهو الذي تحدى الله به العرب الذين هم رواد البيان وفصحاء اللسان وقد عجز الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن العظيم، وفي هذا دلالة على مصدرية القرآن الربانية.

لماذا لم يتعهد الله بحفظ الكتب السابقة؟

إن الله – عز وجل – يفعل ما يشاء، وله حِكَم نعرف بعضها ولا نعرف البعض الآخر، لكن الدلائل الواضحة تبين أن الكتب السابقة لم تكن هي المعجزة، وعليه فإن استمرارها غير مطلوب، كما أنها شرائع مؤقتة لأناس محددين.

ما هي الأدلة التي تثبت أن القرآن لم يتغير منه شيء؟

مثل هذا السؤال عادة لا يطرحه إلا من كان في المرحلة المتوسطة وما بعدها، لذلك؛ ينبغي أن نشرح له بهدوء وروية من المنطلق العقلي الذي يثبت صحة القرآن، فنقول له: إن الأشياء إذا تكررت تقررت، وإذا انتشرت تأكدت، والقرآن مما نقل إلينا متواترًا، ونشرح له معنى التواتر -وهو نقل جماعة عن جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب-، يعلم ذلك الخاص والعام، وأن المسلمين توارثوا نقله جياً عن جيل، يتدارسونه في مجالسهم، ويتلونه في صلواتهم، ويعلمونه أولادهم، حتى لو قُدِّرَ أن الشيخ الوقور ذا الهيبة لو غلط في حرف منه لردّ عليه الصغار قبل الكبار حتى أوصلوه إلينا نقيًّا عن الزيادة، مصونا عن النقصان، محفوظًا عن التحريف، ولو أمكن إنكار هذا الدليل؛ لأفضى إلى إنكار حقائق ثابتة، كوجود النبي – صلى الله عليه وسلم – والصحابة الكرام، والمشهورين في التاريخ، وهو ما يرفضه العقاء جميعا، كما أن القرآن قد تحدى الله فيه الإنس والجن على أن يأتوا بمثله فعجزوا، والقرآن في طوله لا يوجد فيه اختاف ولا تناقض ولا نقص، وما فيه من إعجاز في الأخبار والتشريع والأحكام والأقوال.. يدل على أنه ليس من عند البشر الذي يعتري عملَهم وقولهم التغيرُ والنقص، فهو من عند الله وقد تكفل الله بحفظه.

زر الذهاب إلى الأعلى