الإجابة على أسئلة الأطفال الإيمانية

إن الإجابات الواردة في هذا المبحث موجهة بالدرجة الأولى للآباء والأمهات ولمن يتعامل مع أسئلة الأطفال من معلمين ومعلمات وموجهين تربويين ومصلحين، والذين نطلب منهم تكييف مضمون الإجابة بما يتناسب مع سن الطفل ومستواه وقدرته؛ لأننا لا نستطيع أن نضع إجابة واحدة لمستويات الطفل المختلفة سنًّا وعقا وقدرة، ولهذا؛ فما يهمنا هو روح الإجابة وحقيقتها لا حرفية الكلمات، كذلك: تنوع الخطاب في الإجابات ما بين خطاب مباشر وغير مباشر؛ كي نستطيع تقديم أكبر قدر ممكن من التصور للقارئ الكريم، وهو بدروه يأخذ لُبَّ هذه الإجابات ويعيد صياغتها بالطريقة التي يراها أنسب وأفضل لطفله.

وللإجابة عن أسئلة الطفل المتعلقة بأبواب الإيمان؛ ينبغي أن يكون لدى الوالدين حد أدنى من الثقافة الشرعية تسمح لهم بنقل المفاهيم الدينية الأولية التي تفسر لأطفالهم الأمور الغيبية بصيغة تناسب عقولهم وقدراتهم، والتحدي الذي يواجه المربين عمومًا لا يقتصر على توفر المعلومة فقط، بل يكمن في وضعها في قالب يتقبله عقل الطفل ويفهمه، وبطريقة عرض مناسبة للزمان والمكان والظرف الذي يعيش فيه.
وفيما يلي عرض لنماذج بعض الأسئلة التي تتردد على ألسنة الأطفال، وليست هذه كل الأسئلة وإنما هي أهمها وأكثرها تكرارا، وقد حرصنا على أن ننتقي أفضل الإجابات في نظرنا والتي لا ندعي أنها إجابات نموذجية، وإنما هي نماذج يمكن للآباء أن يبدؤوا بها وينطلقوا منها، وهي قابلة بكل تأكيد للتصحيح والتعديل والحذف والإضافة.

تنبيه
من كان يظن أنه يعاني خلا في تربية أطفاله ترتب عليه وجود تلك الأسئلة الشائكة؛ فهو مخطئ، فهذه الحالة عند الأطفال تعد ظاهرة صحيَّة تعبِّر عن تطور طبيعي وتسلسل منطقي في تفكير الطفل وقدراته العقلية، وأن العيب إن وجد؛ فهو في عدم قدرة الآباء على استيعاب نمو الطفل وتفتح آفاق عقله واستقباله لمكنونات الكون والوجود من حوله، وعليه فيلزم الوالدين ومن يتعامل مع الطفل الاجتهاد في تقديم إجابات مقنعة للطفل ولو إلى حد ما، فالإجابة المقنعة جزئيًّا ستعين الطفل على الاستقرار نفسيا وفكريا واجتماعيا، بخاف الإجابات المشوهة أو ردود الفعل الخاطئة التي تساهم في زيادة الحيرة والتشتت لدى الطفل، وهذه الحيرة والتشتت سيولدان اضطرابًا في السلوك وخلا في التفكير والتعامل. إن المشكلات الكبار لا تولد دفعة واحدة، والنار تنشأ من مستصغر الشرر، لذا؛ فكثير من الصفات السيئة في البشر تبدو بذرة صغيرة يسقيها الإهمال والتسويف، ويمدها التجاهل بماء الحياة حتى تنمو وتترعرع لتتجذر في النفس فيصعب اقتلاعها وزوالها.

Back to top button