الأسئلة المتعلقة بالقدر

ما معنى القضاء والقدر؟

القضاء والقدر ركن من أركان الإيمان، قال تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) (الفرقان: 2)، ومعنى القضاء والقدر هو: علم الله مقادير الأشياء قبل وجودها وكتابته ومشيئته وخلقها لها.

كيف يعلم الله ما الذي سيحدث قبل أن يحدث؟

يمكن أن يقال له بمثال حسي بسيط: أن صانع اللعبة التي يلعب بها، يعرف ما تستطيع اللعبة أن تفعله قبل أن تفعله؛ لأنه هو الذي صنعها وحدد مهمة كل صغيرة وكبيرة في هذه اللعبة، فهو محيط إحاطة كاملة وشاملة بقدرات هذه اللعبة والمجالات التي تستطيع أن تتحرك بها، والله هو الذي خلق هذا الإنسان القادر على هذه الأشياء، فالله أعظم قدرة وأوسع علما وأكمل صنعة، فهو يحيط بعلمه كُلَّ شيء خلقه قبل أن يخلقه وأثناء خلقه وبعد أن يخلقه، ثم إن الله هو الذي خلق الإنسان والزمان والمكان، فالله يعلم ما كان وما يكون وما هو كائن قبل أن يكون.

هل نحن مجبرون؟ هل للإنسان اختيار في أفعاله؟

إن الإنسان مجبر في أشياء، ومختار في أشياء أخرى، فنحن مجبرون على الولادة والموت، ومدة الحياة، ومجبرون غير مختارين فيمن هم آباؤنا وأمهاتنا، ومجبرون على صلة القربى، بينما نحن مختارون في أن نصلي أو لا نصلي، نؤمن أو نكفر، ومع هذا الاختيار؛ فإن إرادتنا ضمن إرادة الله؛ بمعنى أن الله تعالى لو أراد أن يمنعنا عن الاختيار لفعل، ولو أراد أن يمنعنا من الترك لفعل، لكنه قضى أن يختار الإنسان ويحاسب بعد ذلك على هذا الاختيار، وهذا هو معنى قوله تعالى: (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) (التكوير: 29)، ويمكن شرح مسألة الجبر والاختيار بطريقة عملية: بحيث يحضر المربي كوبا من الزجاج ويقول للطفل: هل تستطيع أن تلقي هذا الكوب على الأرض لتكسره؟ سيجيب الطفل: بالطبع: أقدر، فيبادره المربي متسائلً: وماذا يمنعك؟ فيرد الطفل: هذا خطأ ولا ينبغي فعله، فيعلق المربي قائاً: إن الله – عز وجل – علم في الأزل أنك لن تكسر هذا الكوب؛ لأنك ولد طيب، وعلم -أَيْضًا- في الأزل: أن الولد الشقي سيكسر هذا الكوب، فهل منعك أحد من إلقاء هذا الكوب على الأرض؟ أو هل أجبر أحد الطفل الشقيَّ على كسر الكوب؟ فهكذا تكون الهداية والضال، ثم يقال له: إن الإنسان لا يعرف ما قد كتبه الله عليه، وأنت لست مطالبًا بمعرفة المكتوب، وإنما أنت مطالب بالإيمان بأن علم الله شامل وكامل، ومنه كتابة المقادير، وأنت مسؤول عن مشيئتك ومقدار امتثالك للأوامر وترك النواهي وهذا في محيط قدرتك وإرادتك.

لماذا هدى أناسا ولم يهد آخرين؟

لقد هدى الله تعالى الناس جميعا لقوله – عز وجل : (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) (البلد: 10) ومعنى هذه الهداية هو: أنه بين الهداية التي توضح للناس وتشرح لهم الطريق المستقيم، بحيث يصبح الحق واضحا والباطل واضحا، وقد ترك الله للناس حرية الاختيار؛ فهناك من يختار الطريق الصحيح وهناك من يختار الطريق غير الصحيح.

إذا كان الله قد كتب في الأزل أن منا من سيخطئ ويضل، فلماذا يعاقبنا؟

هذا العلم هو علم إلهي، وليس عند البشر أي معرفة به، وما عندهم مجرد ظنون وأوهام وجهل، وعليه فالإنسان محاسب بما يعمله في حياته الدنيا، ولا مجال للعبد أن يعرف الغيب الذي قد كتبه الله عليه حتى يقوم بفعله وينتهي منه، فالقدر المكتوب حجة فيما مضى وليس فيما يستقبل، وكذلك يقال له: إن الله قد كتب لك أمور الدنيا.. فلماذا تفعل ما ينفعك منها وتترك ما يضرك؟! ويمكن أن يضرب له مثالا فيقال: لو أراد الإنسان السفر إلى بلد، وهذا البلد له طريقان، أحدهما آمن، والآخر ليس بآمن، فأي الطريقين سيختار؟ طبعا سيختار الطريق الأول، وكذلك السير إلى الآخرة يختار الإنسان الطريقة الآمنة للوصول إلى الجنة -وهي الامتثال للأوامر والابتعاد عن النواهي-، ولو كان القدر حجة لأحد؛ لما استطعنا أن نقبض على المجرمين؛ لأنهم سيحتجون بالقدر على أفعالهم، لذلك؛ يجب على الإنسان أن يرضى ويسلم لله تعالى فالله (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) (الأنبياء: 23)، فالخلق خلقه والأمر أمره – سبحانه وتعالى.

لماذا خلقنا الله؟ ما أصل الكون؟ لماذا خلق الحيوان؟

قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (الذاريات: 56)، فقد خلقنا لهدف ينفعنا به -وهو عبادته سبحانه، وجعل النتائج في الآخرة وفقا للأعمال؛ فالجنة للمحسنين والنار للمسيئين، وهذا الكون كله مخلوق لله تعالى، فهو مصنوع بدقة وعلم، خلق السماوات والأرض وبث فيها الكواكب، وخلق النجوم علامات وآيات وزينة، وخلق الشمس لتعطينا الدفء والحرارة ولتسهم في إنبات النبات والقضاء على الجراثيم، وخلق الحيوان مسخرا للإنسان يأكله ويحمل عليه، قال تعالى: (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (النحل: 8)، فتهْيِئَة الأرض للسكنى وخلق هذه الأشياء قبل خلق الإنسان.. هي من باب التكريم الذي خص الله تعالى به الإنسان، بالإضافة إلى أن هذه الأشياء كلها تسبح بحمد الله تعالى، فهي في نفسها عابدة لله، قال الله تعالى: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (الإسراء: 44)

هل سيحاسب الله الذين لم يأتهم رسول؟

هم تحت المساءلة والحساب؛ لأن الله تعالى أعطاهم العقل، فيمتحنهم الله يوم القيامة ويأمرهم، فإن أجابوا وأطاعوا دخلوا الجنة، وإن عصوا دخلوا النار.

لماذا يوجد الشر؟

هذه الدنيا دار ابتاء، وهي بمثابة الفصل الأول من رواية ذات فصلين، والآخرة هي دار الجزاء والمحاسبة، واقتصاص الحقوق من الظالمين للمظلومين، وهي بمثابة الفصل الثاني من الرواية، ولهذا؛ فإن وجود الأشرار وعدم معاقبتهم في الدنيا هو ابتاء، ولا يعني هذا نهاية الأمر، بل لا بد من قيام الجميع يوم القيامة لينال كل إنسان جزاء أعماله، قال تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾) (الزلزلة: 8)

لماذا خلق الله الأشرار؟

إن الله سبحانه خلق الناس وأعطاهم الحرية أن يختاروا فعل الخير أو الشر، فأنت تستطيع أن تكون مهذبًا، وتستطيع أن تكون غير مهذب، ولكن عليك أن تتحمل النتائج، وهذه نعمة من الله وحكمة؛ فالأشرار يستطيعون أن يكونوا طيبين ودورنا أن نساعدهم على ذلك، فإذا رفضوا وأصروا على الشر؛ فواجبنا أن نمنع شرهم عن الناس؛ حتى يحبنا الله تعالى ويكافئنا، والله تعالى خالق كل شيء في هذه الحياة، وهذه الحياة دار ابتاء وامتحان، قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ) (الملك: 2)، ومن الابتاء: وجود الشر على يد الشياطين والمنحرفين من بني آدم.

لماذا يولد بعض الناس مشوهين أو أصحاب عاهة؟

هؤلاء يبتليهم الله بالنقص والمرض؛ كي يصبروا ويزدادوا من الحسنات، ولكي يذكرنا الله – سبحانه وتعالى – بالنعمة التي أنعمها علينا بأن خلق معظمنا أصحاء فنشكره على ذلك، وليذكرنا بضعفنا أمام قدراته فا نصاب بالغرور، بل نتواضع ويعاون بعضنا بعضا، وبعد يوم الحساب: سيعيش الذين يفعلون الخير حياة أبدية أصحاء في جنات النعيم -إن شاء الله.

لماذا هناك أغنياء وفقراء؟ بل: لماذا يعيش بعض الأشرار في قصور وبعض الأخيار في أكواخ؟

إن كل ما في الحياة الدنيا من رزق هو من الله سبحانه، والله يمتحن عباده، فأحيانا يعطي الإنسان الطيب الرزق؛ ليمتحن عطاءه للآخرين، وأحيانا يحرمه الرزق؛ ليمتحن صبره وتحمله في ألَّ يسرق ولا يحقد، وكلما عاش الإنسان الطيب في هذه الحياة المؤقتة صابرا؛ عظم ثوابه يوم الحساب، أما الإنسان الذي كثر رزقه ولم يعط الآخرين وأساء إليهم؛ فإنه سيعذب يوم القيامة؛ لأنه لم يقدر نعمة الله.

ويمكن أن نقول له -أَيْضًا: إن الله – سبحانه وتعالى – خلق الناس على درجات مختلفة -منهم الفقير ومنهم الغني-؛ حتى يعطف الغني على الفقير، ويساعد القوي الضعيف، وقد قضت حكمة الله أن يتفاوت الناس في كل شيء، فألسنتهم مختلفة وألوانهم متعددة فهم أعراق وطباع، نشيطون وكسالى، مؤْثِرون وأنانيون، كرماء وبخاء، تفاوتوا في المال والماديات، فمنهم الفقير ومنهم الغني وكله تحت الابتاء فالغنى ابتاء والفقر ابتاء؛ يبتلي الغني: هل سينفق؟ هل سيزكي؟ هل سيكرم؟ هل سيتصدق؟ ويبتلي الفقير: هل سيصبر؟ هل سيكدح؟ هل سيسعى في مناكب الأرض؟ هل سيرتشي؟ هل سيسرق؟ كله ابتاء، ولكن الضمانة للطرفين: أن الرزق على الله تعالى، وأن الغنى والفقر لا يمنع من دخول الجنة والنار، فكل مكلف وفق ما يملك، ولو كان الناس طبقة واحدة غنية؛ لما خدم بعضهم بعضا ولما احتاج بعضهم بعضا، قال تعالى: (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا) (الزخرف: 32)، أي: ليسخر بعضكم لبعض، وبهذا تدور عجلة الحياة، أما في حال الطبقة الواحدة فإن الحياة ستتوقف.

لماذا نمرض؟ ولماذا تحصل للإنسان المصائب؟

الله يختبر كلَّ إنسانٍ؛ هل سيصبر على المرض أم سيغضب؟ والله تعالى يكافئ مَن يصبر مكافأة كبيرة، سيفرح بها المؤمن يوم القيامة، فالمرض والمصائب والآلام هي أقدار قدرها الله ليرفع بها الدرجات، ويطهر بها قلوبنا وأخلاقنا من الغرور والعجب والكبر، وفيها يتقرب المؤمن لربه بالدعاء والصبر فيزداد إيمانه وحسناته ويحبه ربه، وليتعلم الإنسان قيمة العافية والصحة والنعيم، ويمكن أن نضرب له مثاً بالسيارة، فنسأله: لماذا صنعت السيارة؟ من أجل أن تسير، أليس كذلك؟ إذن؛ فما بال الشركة الصانعة قد زودتها بالمكابح؟ أليست هذه تتناقض مع حركتها؟ إن استعمال المكابح ضروري لسامتها، السيارة صنعت لتسير، والمكبح يوقفها في الوقت المناسب من أجل ألا تدمر صاحبها، فكما أن الله – سبحانه وتعالى – خلقنا ليسعدنا بعبادته ونعيمه علينا، فقد خلق الله – عز وجل – المصائب لتذكر الإنسان اللاهي بالمهمة الكبرى التي خلق من أجلها، فيتوقف عن لهوه وغفلته ويتذكر ربه فيستغفر ويصبر ويحتسب.

هل الله هو الذي خلق الحيوانات والحشرات المؤذية؟

الله خالق كل شيء، وهو رب كل شيء، فهو كما خلق هذه المخلوقات بقدرته، فقد خلقها بحكمته -أَيْضًا-؛ لأنه الحكيم العليم، الذي يعلم مِنْ أَمْرِهَا ما لا نعلم؛ لأن علومنا ومعارفنا التي علمها الله لنا صغيرة جدا بالنسبة إلى علم الله وحكمته، لذلك؛ يقول الله تعالى:(وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) (الإسراء: 85)، فنحن لا نستطيع أن نعرف كل الحكم التي خلق الله هذه الحيوانات من أجلها، ومن الحكم في خلق مثل هذه المخلوقات: ظهور إتقان صنعة الله في خلقه وتدبيره – عز وجل – في مخلوقاته، فعلى كثرتها فإنّه يرزقها جميعا، وكذلك فإنّه سبحانه يبتلي بها ويأجر من أصيب بها وتظهر شجاعة من قتلها، وكذلك يظهر ضعف الإنسان وعجزه في تألمه ومرضه بسبب مخلوق هو أدنى منه في الخِلقة بكثير، ثمّ قد ظهر بالطبّ والتجربة: أنّ عددا من العقاقير النافعة تُستخرج من سمّ الأفاعي وما شاكلها، كما أن الثعبان يأكل فئران الحقول التي تفسد المحاصيل الزراعية، ثمّ إنّ كثيرا من هذه الحيوانات الضارّة تكون طعاما لغيرها من الدوابّ النافعة مما يشكّل حلقَةً في التوازن الموجود في الطبيعة والبيئة التي أحكم الله خلقها.

لماذا لا بد أن أصلي خمس مرات في اليوم والليلة؟

إن العبادات التي فرضها الله علينا إنما هي وسائل لتزكية نفس المؤمن وترقية روحه، وما أقل ما يُبذل فيها من جهد، إلى جانب ما يكسب من ورائها من خير، ولما كانت الصاة مشتملة على القراءة والذكر والدعاء، وهي جامعة لأجزاء العبودية على أتم الوجوه؛ كانت أفضل من كل القراءة والذكر والدعاء بمفرده؛ لجمعها ذلك كله مع عبودية سائر الأعضاء.

إن المؤمنين يفرحون بالصاة؛ لأنهم يكونون فيها مع الله – سبحانه وتعالى -، يدعونه بكل ما يتمنون فيستجيب لهم، ونحن نصلي؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – أمرنا بذلك، ونحن دائما نحب أن نعمل ما أمرنا الله به، فنحن نعبد الله؛ لأنه خالقنا ورازقنا، ولأنه يستحق أن يُعبد بما أعطانا من عطايا لا تعد ولا تحصى، قال تعالى: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ)(النحل: 18)إن هذه العبادة إنما هي تعبير عن حبنا وشكرنا لله تعالى وإقرار بحاجتنا إليه، ليحفظ علينا عافيتنا ويوفقنا للخير ويبعد عنا الشر، والله لا يحتاج إليها؛ لأنه غني عنا وعن أعمالنا ولا ينتفع بها، فالعبادات أوامر من عند الله أرادنا أن نعبده بالطريقة التي جاء بها نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو معنى الشهادتين، أي: نعبد الله على طريقة رسول الله، كما أن هذه العبادات وسيلة لنا لنحصل على الأجور العظيمة التي تكون سببا لدخول الجنة، فقد قضت حكمة الله ألا يعطي إنسانا أجرا إلا بعمل، ولهذا؛ فإن الجنة سلعة الله -وهي غالية-، وتحتاج إلى ثمن كبير – وهو الطاعة.

دعوت في صلاتي أن أكبر بسرعة فلم يستجب الله لي؟

إن للدعاء آدابا يجب مراعاتها، ومن آداب الدعاء: أن يحترم الداعي القواعد والسنن أو القوانين التي وضعها الله سبحانه لتسيير هذا العالم، ونحن ندعو الله وهو سبحانه يفعل الخير الذي يختاره لنا، فقد تطلب من والدك أن تلعب بالدراجة في طريق السيارات لكنه يرفض؛ لأنه يحبك ويرى أن عدم تلبية طلبك أفضل لك، ومن كرم الله تعالى أن دعاءنا له ثلاثة أحوال؛ الأول: أن يستجيب الله لنا ويحققه، والثاني: أن يرفع الله به مصيبة وشيئا سيئا كان سيحدث لنا، والثالث: يختزنه الله لنا يوم القيامة؛ ليتحقق ما هو أحسن منه في الجنة.

لماذا لا أكون جميلة مثل صديقتي؟

لأن الله – سبحانه وتعالى – خلق كل واحد له شكله الذي يميزه، فكل خلق الله حسن، كما قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين: 4)، وكل شخص مميز بطريقة خلقه الفريدة، فالذي خلقه الله جميا جدا يجب عليه أن يشكر الله أكثر، والذي ليس كذلك يجب عليه أن يرضى ويقبل، والذي يشكر والذي يصبر له درجات وأجر عظيم.

لماذا لا أكون جميلة مثل صديقتي؟

إن الله يبتلينا؛ ليميز المحسن من المسيء، وقد يبتلي الله الإنسان حتى يلجأ إليه ويكون قريبا من الله دائما، فالابتاء يبتلي به الله الأحباب؛ ليمحصهم، ويرفع درجاتهم؛ وليكونوا أسوة لغيرهم؛ حتى يصبر غيرهم ويتأسى بهم، ولهذا قال النبي – صلى الله عليه وسلم : «أشد الناس باء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل »(صحيح الجامع 299)، فيبتلى المرء على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة؛ شدد عليه في البلاء، ولهذا ابتلى الله الأنبياء ببلايا عظيمة، منهم من قتل، ومنهم من أوذي، ومنهم من اشتد به المرض وطال كأيوب – عليه السام -، ونبينا – صلى الله عليه وسلم – أوذي كثيرًا في مكة وفي المدينة، ومع هذا صبر -عليه الصاة والسام-، فالمقصود: أن الأذى يقع لأهل الإيمان والتقوى على حسب تقواهم وإيمانهم، ثم لا بد أن يقرر في نفس الطفل: أن الله – عز وجل – يفعل ما يشاء، ويَحكُم ما يُريد، والله تبارك وتعالى لا يُسأل عما يفعل؛ لأنه أحكم الحاكمين.

Back to top button